معلومات وتلميحات لتوفير استهلاك الوقود في سيارتك (الجزء 2)

كنت قد عرضت بعض الأفكار لتوفير الوقود في الجزء الأول من هذه المقالة، وأتابع بمزيد من هذه الأفكار والتلميحات

وفر الوقت والوقود عند السير “عالبارد”

المحركات المصنوعة في الثمانينيات وما قبل تحتاج للتسخين قبل أن تستقر دورتها وتعمل بشكل موثوق. معظم السيارات التي لدينا الآن محركاتها مصنوعة بتقنيات تمكن من تشغيل المحرك بشكل مستقر حتى ضمن حرارة منخفضة نسبياً،  أي ضمن ظروف الطقس في سورية، فيمكنكم بشكل عام التشغيل والانطلاق مباشرة سواء في الشتاء أو الصيف، لربما باستثناء بعض الأيام ذات البرودة الاستثنائية. ولذا فإن أي عملية “تحمية” للمحرك هي هدر للوقود والوقت من دون داعٍ.

“مشّيها عالفاضي” – Run on neutral*

المحرك وعلبة السرعة تحتوي على العديد من الأجزاء المتحركة بالنسبة لبعضها بعضاً وهي تبدد الطاقة الحركية على الدوام، لذلك فإن فصلها عن الإطارات عن طريق وضع محول السرعة (الفيتيس) على الوضعية الحيادية (نيوترال Neutral) يوفر من هذا الاحتكاك. سائقي السيارات ذات علبة السرعة اليدوية يعرفون جيداً هذا الأثر الذي يظهر بوضوح عندما يكون محول السرعة على الوضعية الأولى أو الثانية والسيارة تسير بسرعة عالية نوعاً ما.

بعض علب السرعة الأوتوماتيكية تقوم بعملية الفصل هذه لتوفير الوقود، بينما بعضها الآخر تبقى “معشقة”، وهذا يختلف بحسب المصنّع. وبالتالي قد يحتاج السائق للتحويل بين N و D أثناء القيادة، ولكن هذه العملية قد تؤدي لحصول حوادث خطيرة، لذلك لا أنصح بها أبداً، رغم انني استخدمها.

هدئ أعصابك وسق بسرعة ثابتة قدر الإمكان

قد يؤدي الازحام إلى زيادة توتر أعصابك، وهذا يجعلك تسوق بطريقة بها الكثير من التسارع والفرملة. تذكر أن الفرملة هي ما يبدد الوقود، ومن أجل أن تقلل هذه الفرملة خفف تسارعك، ولا تسمح للتوتر بالنفاذ إليك، فالطريق المزدحم سيبقى مزدحماً سواء كنت غاضباً أم لا، وكذلك دخول سيارة إضافية أمامك لن يؤخرك أكثر من بضع ثوان لن تلاحظها على أية حال.

عندما تسوق في طريق مزدحم بدلاً من الانطلاق والتوقف كل متر أو مترين معاً، راقب حركة السيارات التي أمام التي أمامك وحاول أن تسوق بسرعة تجعلك لا تحتاج لأن تدوس المكابح.

توقف عن ضغط دواسة البنزين قبل الوصول إلى الهدف*

قد تبدو هذه الملاحظة بديهية، ولكن لسبب ما أرى الكثير من السائقين لا يطبقونها. فمثلاً قد تكون الإشارة الضوئية حمراء ومرئية عن بعد، ولكن السائق لا يزال يقود بتسارع زائداً السرعة وهو يعلم انه سيتوقف عاجلاً عند هذه الإشارة الضوئية. يمكن توفير مقدار جيد من الوقود عند الانتباه للعقبات القادمة في الطريق والامتناع عن التسارع بمجرد ملاحظتها، كل ما يلزم هو القليل من النظر أبعد من رأس الأنف.

المحرك يحول الطاقة أفضل بسرعة ثابتة

لا تقم بضغط دواسة الوقود ورفعها بشكل سريع ومتتابع، فهذا يهدر الكثير من الوقود.

عادة يقوم السائقون بهذه الحركة عند تسخين المحرك أو شحن البطارية، ولكن هذه العملية تؤدي إلى قلة كفاءة الاحتراق وترسب السخام (الشحار – الفحم) في المحرك.

إن معادلات الحركة في المحرك مدروسة في حالة دورانه بسرعة ثابتة، أما حالات التباطؤ والتسارع فهي حالات خاصة تكون فيها الجملة الفيزيائية والكيميائية للمحرك غير متوازنة، وهذا يعني أنها لا تعمل بالكفاءة المطلوبة.

بعبارة أخرى، المحرك يحول الطاقة بشكل أفضل عندما يدور بسرعة ثابتة، وتكون هذه السرعة عادة (بحسب التصميم) بين 1500 و 2500 دورة بالدقيقة. لذلك من أجل أفضل معدّل لتحويل طاقة الوقود إلى حركة (أو كهرباء لشحن البطارية) حافظوا على سرعة المحرك ثابتة ضمن هذا المجال قدر الإمكان.

أوقات تشغيل مصابيح الإنارة الأمامية

قد يبدو أن الكهرباء في السيارة متاحة ورخيصة – لا تنسى أن المصابيح تستهلك كهرباء من بطارية السيارة وهذه البطارية يشحنها المحرك الذي يعمل بالوقود، وهو بذلك يستهلك مقدار لا بأس به من الوقود، لذلك من الجيد أن تقوم بتوفير تشغيل مصابيح الإنارة الأمامية.

القوانين تتطلب أن تقوم بتشغيل مصابيح الإنارة قبل نصف ساعة من مغيب الشمس، حتى نصف ساعة بعد شروقها، وأنا شخصياً أنصح بتشغيلها أيضاً في أوقات الرؤية الصعبة في الطقس الماطر والمثلج وفي الضباب. انظر إلى السيارات الأخرى، فإذا كنت تشعر بصعوبة في رؤيتها فعلى الأغلب هم أيضاً يجدون صعوبة في رؤية سيارتك، لذالك اشعل المصابيح.

تنبيه

* كن حذراً جداً عند تطبيق الاقتراح الذي يؤدي إلى تغيير في نمط السواقة، من أجل سلامتك.

اكتب رداً