بينما دمشق الآن في منتصف أزمة وقود السيارات (البنزين) للمرة الثانية، أود أن أشارككم ببعض التلميحات للتقليل استهلاك البنزين…
بداية يجب أن نتفق على أن الطاقة في السيارة تأتي من البنزين الذي يحترق في المحرك، وباحتراقه يولد طاقة، تتحول إلى حرارة وحركة. يتم تصريف الحرارة عبر الغاز الصادر من العادم وعبر تبريد المحرك بالهواء، وتبقى لنا الطاقة الحركية التي نستفيد منها في مختلف الاستخدامات في السيارة، ومنها توليد الكهرباء لتشغيل الإنارة والموسيقى، إلخ…
لذلك نجد أن تقليل هدر الطاقة الحركية والكهربائية في السيارة مرتبط مباشرة بتوفير استهلاك البنزين.
الطاقة تضيع بالفرامل، وبالاحتكاك عموماً
تفيدنا قوانين الفيزياء بأن الجسم المتحرك سيستمر بحركته بنفس السرعة والاتجاه طالما لم تؤثر به أية قوة خارجية. السيارة آلة ميكانيكية تحتوي على مئات القطع المتحركة، وتتعرض أثناء سيرها إلى العديد من العوامل التي تؤدي إلى تبدد طاقتها الحركية بالاحتكاك، فهنالك الاحتكاك مع الهواء، واحتكاك العجلات مع الطريق (ولو انها تبدو تتدحرج ببساطة، إلا أن هنالك احتكاك بسيط)، واحتكاك الأجزاء المتحركة مع بعضها مثل محاور العجلات ومحاور بكرات المحرك، واحتكاك الأحزمة الناقلة للحركة مع البكرات، واحتكاك المسننات، واحتكاك المكابس ضمن المحرك….
إذن هنالك مقدار كبير من تبدد الطاقة عن طريق الاحتكاك، ولتخفيف هذا التبدد يتم استخدام الزيوت والشحوم بشكل كثيف في مختلف الأجزاء المتحركة.
السيارات الحديثة وحتى عمر بضعة سنوات يمكننا اعتبارها مشحمة بشكل جيد، وهي ليست بحاجة سوى لتغيير زيت المحرك و تعبئة زيت ناقل الحركة كل فترة، وهذا يكفي. أما السيارات الأقدم فيلزمها إعادة تعبئة للشحم في مناطق معينة يعرفها الميكانيكي المختص.
احتكاك الهواء ببدن السيارة المتحركة هو أيضاً عامل كبير لضياع الطاقة الحركية، ومقاومته تزداد بشكل تربيعي مع تضاعف السرعة، إذن كلما ازدادت السرعة تزداد مقاومة الهواء، ويزداد ضياع الطاقة ، لذلك تجب السواقة بسرعة منخفضة إلى حد معقول لتخفيف هذا الضياع، وفي معظم السيارات تكون هذه السرعة بحدود 50 إلى 60 كم/س.
ويجب الانتباه إلى أن أية إضافات إلى هيكل السيارة قد يكون لها أثر في زيادة مقاومة الهواء، فالسيارات الحديثة لها هيكل مدروس بشكل علمي لتقليل احتكاك الهواء، وإضافة تركيبات على هذا الهيكل مثل الأجنحة والأعلام والشفرات كلها لها آثار سلبية في معظم الأحيان. كما أن إغلاق النوافذ يقلل من اضطرابات التيارات الهوائية حول السيارة ويقلل من مقاومتها، ولكن هذا قد يكون غير عملي في الطقس الحار.
يجب ضبط ضغط الهواء ضمن العجلات كل شهر بحيث لا يكون الضغط منخفضاً ولا عالياً، والمرجع المعياري للضغط الأمثل هو دليل تشغيل السيارة، وهو الكتاب الذي يأتيك مع السيارة الجديدة، وقد تجدون هذه المعلومة أيضاً على لصاقة موضوعة على إطار باب السائق بجانب القدم.
المكابح أو الفرامل هي الأداة الوحيدة التي يمكن استعمالها بمرونة لتخفيف سرعة السيارة، وهي بالتالي العامل الأساسي الذي يمكن اعتباره مبدداً للطاقة الحركية وفقاً لأسلوب السائق في السواقة. لهذا، يمكننا القول بشكل عام انك فعلياً لا تخسر الوقود عندما تضغط على دواسة البنزين، بل أنت تخسر الوقود عندما تضغط على دواسة الفرامل. فحاول أن تقلل من استعمال الفرامل إلى أقصى حد، مع الحفاظ على عناصر السلامة والأمان بشكل كامل.
كيف يمكن للسائق التخفيف من استعمال المكابح؟ الحاجة للمكابح تنشأ عن وجود سرعة زائدة، وعندما تسوق بأسلوب لا يترك لك سرعة زائدة، يمكنك تفادي استعمال المكابح، فلا تنطلق بسرعة عالية وأنت تعلم أنك ستتوقف قريباً بسبب وصولك لإشارة مرورية أو تقاطع أو ازدحام، مثلاً. ولا تسرع كثيراً قبل وصولك لطريق منحدرة نحو الأسفل، بل استفد من الجاذبية لزيادة سرعة السيارة إلى الحد الأقصى المناسب للطريق.
سأكتفي بهذا القدر الآن. تابعوا المزيد من التلميحات في نشرة تالية…
متى موعد النشرة التالية؟
خلال عطلة الأسبوع سأنشرها، إن شاء الله.
تسنى لي النشر أخيراً..
تفضل اقرأها هنا:
https://yusrancorp.wordpress.com/2015/02/21/fuel-saving-tips2